بدا واضحاً أمس أن فايروس كورونا الجديد نجح في دحر الأمل الذي نشأ بفضل نشر اللقاحات المناهضة له في انتهاء الجائحة. فحتى في بريطانيا، التي تعتبر الأكثر تلقيحاً لسكانها (23 مليوناً)، بدأت الإصابات الجديدة ترتفع إلى مستوى يقارب 7 آلاف يومياً. أما ألمانيا وإيطاليا فأعلنتا أن «الموجة الثالثة» من الهجمة الفايروسية الوبائية بدأت فعلياً. وتستعد إيطاليا للإغلاق الكامل في عدد كبير من مناطقها ومحافظاتها، اعتباراً من غدٍ (الإثنين). أما فرنسا فتشهد ضغطاً متزايداً على المستشفيات، التي غدت تستقبل كل 12 دقيقة مصاباً بكوفيد-19. وتُعرض حكومة الرئيس إيمانويل ماكرون عن الإغلاق، لكن الخيارات أمامها ضئيلة جداً، خصوصاً أن الاندلاع الوبائي الجديد يضرب منطقة باريس وما حولها أكثر من بقية أرجاء البلاد. كما أن فرنسا استقبلت أمس بحزن غامر نبأ تجاوز عدد وفياتها بالوباء 90 ألفاً. وأعلنت ألمانيا أنها سجلت الخميس 14356 إصابة جديدة، بعدما لم يزد العدد على 9146 إصابة سجلت الأربعاء الماضي. كما ارتفع عدد وفياتها من 300 وفاة الأربعاء الى 321 وفاة الخميس. ووصل العدد التراكمي للإصابات في ألمانيا إلى 2.56 مليون إصابة، فيما بلغ عدد وفياتها بالوباء 73790 وفاة حتى صباح أمس (السبت). وقال مدير معهد روبرت كوخ لمكافحة الأوبئة الدكتور بروبت فيلر: «يجب أن تشعر أوروبا بالقلق». وحذر من أن القارة الأوروبية تشهد بداية «الموجة الثالثة» من هجمة فايروس كوفيد-19. وتأتي هذه التطورات المؤسفة في وقت تتباطأ فيه حملات التطعيم في أرجاء القارة الأوروبية، فيما يتبادل مسؤولو حكومات الاتحاد الأوروبي الاتهامات بشأن المسؤولية عن التسبب في ذلك الوضع. بيد أن الخبراء يرون أيضاً أن من أسباب انتكاس ألمانيا مسارعة حكومات بعض مقاطعات البلاد لتخفيف القيود والتدابير الوقائية، منذ أواخر فبراير الماضي. وبات واضحاً الآن أن معظم تلك القيود لا بد من أن يعاد فرضها في ضوء التفاقم الراهن في الأزمة الصحية.
واتخذ ذلك التفاقم شكلاً قميئاً آخر في البرازيل، التي قفزت الى المرتبة الثانية عالمياً من حيث عدد الإصابات والوفيات، بعدما زحزحت الهند من تلك المرتبة. فقد سجلت البرازيل أمس الأول أكثر من ألفيْ وفاة في يوم واحد، وأكثر من 70 ألف إصابة جديدة. وقفز عدد إصابات البرازيل أمس الى 11.37 مليون حالة، أدت الى 275276 وفاة، فيما سجلت الهند أمس 11.33 مليون حالة، و158483 وفاة. وقال أطباء برازيليون إن المرضى في بعض مناطق البلاد يذهبون الى المستشفيات فلا يجدون أسرّة لتنويمهم، حتى في وحدات العناية المكثفة. وقال أمين حكومة مقاطعة بياوي ويلينغ دياس إن احتمال موت المريض من دون أن يجد مساعدة غدا أمراً واقعاً. وقال الطبيب الاكسندر زافاسكي، الذي يعمل بأحد مستشفيات بورتو أليغري، عاصمة مقاطعة ريو غرادني دو سول: ما نفعله حالياً ليس الطب الذي اعتدنا ممارسته. إنه طب أشبه بالذي يمارس في جبهات الحروب.
وفي بريطانيا، حيث سجلت البلاد ارتفاعاً في عدد الإصابات الجديدة، بواقع نحو 7 آلاف إصابة (الجمعة)، قالت الخدمة الصحية في إنجلترا أمس إنها سجلت أربع حالات جديدة مصابة بالسلالة البرازيلية المتحورة من فايروس كورونا الجديد. ثلاثاً منها في مقاطعة غلوسترشاير، وواحدة في برادفور، بمقاطعة يروكشير الغربية. وبذلك يصل عدد المصابين بالسلالة البرازيلية في بريطانيا إلى 10 أشخاص، 7 منهم في إنجلترا، و3 في أسكتلندا. كما أعلنت الخدمة الصحية الإنجليزية أمس أنها سجلت إصابتين جديدتين في إنجلترا بسلالة لم يتم التعرف عليها، تحوي التحورات التي عرفت في سلالتي كنت البريطانية والبرازيلية. واكتفت بالقول إن المصابيْن بهذه السلالة المجهولة كانا قد عادا لتوهما من جزيرة أنتيغوا، الواقعة في البحر الكاريبي. وبذلك يرتفع عدد السلالات «تحت التحقيق» في بريطانيا إلى خمس سلالات تثير قلق الحكومة، وهي سلالة كنت، والبرازيلية، والجنوب أفريقية، وسلالة تحورت من سلالة كنت في مدينة بريستول البريطانية، وأضحت تعرف بسلالة بريستول.
هل يمكن أن يتلاشى الفايروس ؟
لا أحد يعرف الإجابة بوجه قاطع. لكن العلماء يجمعون على أن فايروس كورونا الجديد قد يبقى عقوداً، أو ربما قرناً. لكنهم يرون أنه قد لا يشكّل الخطر نفسه الذي نراه حالياً. ويتزايد عدد العلماء المقتنعين بأن الفايروس سيصبح مرضاً مزعجاً، وليس أزمة صحية كاملة؛ من خلال التطعيم باللقاحات، أو التعافي من الإصابات. ويعتقد العلماء أن فايروس الإنفلونزا الإسبانية (1918-1919) أصاب ثلث عدد سكان العالم، وقتل كثيرين. لكنه مع تعافي كثيرين منه غدا عاجزاً عن التفشي، بسبب مناعة المتعافين ضده. وبالنسبة لكوفيد-19، تتضاءل احتمالات تلاشيه تماماً، خصوصاً بعدما أثبتت الأزمة الراهنة إمكان إصابة أشخاص بالفايروس للمرة الثانية، بسبب تحور سلالات الفايروس.
واتخذ ذلك التفاقم شكلاً قميئاً آخر في البرازيل، التي قفزت الى المرتبة الثانية عالمياً من حيث عدد الإصابات والوفيات، بعدما زحزحت الهند من تلك المرتبة. فقد سجلت البرازيل أمس الأول أكثر من ألفيْ وفاة في يوم واحد، وأكثر من 70 ألف إصابة جديدة. وقفز عدد إصابات البرازيل أمس الى 11.37 مليون حالة، أدت الى 275276 وفاة، فيما سجلت الهند أمس 11.33 مليون حالة، و158483 وفاة. وقال أطباء برازيليون إن المرضى في بعض مناطق البلاد يذهبون الى المستشفيات فلا يجدون أسرّة لتنويمهم، حتى في وحدات العناية المكثفة. وقال أمين حكومة مقاطعة بياوي ويلينغ دياس إن احتمال موت المريض من دون أن يجد مساعدة غدا أمراً واقعاً. وقال الطبيب الاكسندر زافاسكي، الذي يعمل بأحد مستشفيات بورتو أليغري، عاصمة مقاطعة ريو غرادني دو سول: ما نفعله حالياً ليس الطب الذي اعتدنا ممارسته. إنه طب أشبه بالذي يمارس في جبهات الحروب.
وفي بريطانيا، حيث سجلت البلاد ارتفاعاً في عدد الإصابات الجديدة، بواقع نحو 7 آلاف إصابة (الجمعة)، قالت الخدمة الصحية في إنجلترا أمس إنها سجلت أربع حالات جديدة مصابة بالسلالة البرازيلية المتحورة من فايروس كورونا الجديد. ثلاثاً منها في مقاطعة غلوسترشاير، وواحدة في برادفور، بمقاطعة يروكشير الغربية. وبذلك يصل عدد المصابين بالسلالة البرازيلية في بريطانيا إلى 10 أشخاص، 7 منهم في إنجلترا، و3 في أسكتلندا. كما أعلنت الخدمة الصحية الإنجليزية أمس أنها سجلت إصابتين جديدتين في إنجلترا بسلالة لم يتم التعرف عليها، تحوي التحورات التي عرفت في سلالتي كنت البريطانية والبرازيلية. واكتفت بالقول إن المصابيْن بهذه السلالة المجهولة كانا قد عادا لتوهما من جزيرة أنتيغوا، الواقعة في البحر الكاريبي. وبذلك يرتفع عدد السلالات «تحت التحقيق» في بريطانيا إلى خمس سلالات تثير قلق الحكومة، وهي سلالة كنت، والبرازيلية، والجنوب أفريقية، وسلالة تحورت من سلالة كنت في مدينة بريستول البريطانية، وأضحت تعرف بسلالة بريستول.
هل يمكن أن يتلاشى الفايروس ؟
لا أحد يعرف الإجابة بوجه قاطع. لكن العلماء يجمعون على أن فايروس كورونا الجديد قد يبقى عقوداً، أو ربما قرناً. لكنهم يرون أنه قد لا يشكّل الخطر نفسه الذي نراه حالياً. ويتزايد عدد العلماء المقتنعين بأن الفايروس سيصبح مرضاً مزعجاً، وليس أزمة صحية كاملة؛ من خلال التطعيم باللقاحات، أو التعافي من الإصابات. ويعتقد العلماء أن فايروس الإنفلونزا الإسبانية (1918-1919) أصاب ثلث عدد سكان العالم، وقتل كثيرين. لكنه مع تعافي كثيرين منه غدا عاجزاً عن التفشي، بسبب مناعة المتعافين ضده. وبالنسبة لكوفيد-19، تتضاءل احتمالات تلاشيه تماماً، خصوصاً بعدما أثبتت الأزمة الراهنة إمكان إصابة أشخاص بالفايروس للمرة الثانية، بسبب تحور سلالات الفايروس.